اغراء لا يقاوم ينقل الأمراض
رؤية عينة من النقود تحت المجهر تثير الاشمئزاز، فهي مليئة بالقذارات
أخرج النقود من حافظة ملطخة بالدماء وتعج بالذباب، بينما بشرة يده تكاد لا ترى من كثرة الاوساخ، ليرجع لزبونه ما تبقى له من مبلغ بعد شراء كمية من اللحم من أحد محال القصابة. ذلك أحد الاماكن التي تجعل من النقود التي تخفق لها قلوب الجميع ولا تشبع منها، وسيلة فعالة لنقل الجراثيم من شخص لأخر، ومرتعاً لأشد الميكروبات رعباً، والتي لايمكن أن تخطر على بال أحد، بينما تنتقل من يد لأخرى على مدار اليوم. وفق ذلك قال اخصائي الباطنية الدكتور معن حسين (للوكالة الاخبارية للانباء): يجهل الكثيرون مخاطر الأوراق النقدية على صحة الإنسان، فهي رغم أهميتها تعد وسطاً مثالياً لنقل الجراثيم، محذراً من أنها "أوراق مشبعة بالجراثيم" نتيجة تداولها عشرات المرات يومياً. وعاد حسين ليؤكد: أن تركيبة النقود وظروف تداولها من قبل الباعة الذين يضعونها في أماكن متسخة ومتربة، كباعة الخضر واللحوم والاسماك و العاملين في محطات الوقود وورشات صيانة السيارات وغيرها، تجعل النقود وسيلة فاعلة في نقل عدوى الامراض، كما أن بعض حامليها أصلاً مصابين بامراض قد تكون خطرة. خطر الجميع فروحون له !! يمكن أن يكون حاملي النقود مصابين بأمراض معدية خطرة كالتهاب الكبد الفيروسي والامراض الجلدية الفطرية، الى ذلك ينوه طبيب الجلدية وسام كامل قائلا: هناك عادة سيئة للغاية تزيد من حدة خطر النقود ذات الطبيعة الخفية، وهي أن الكثير من الناس يضعون شيئاً من لعابهم أثناء حسابها، وهي عملية تنطوي على الكثير من المخاطر. وأوضح كامل: تعيش في فم الانسان المصاب بالامراض عدة فايروسات، منها فيروس الالتهاب الكبدي والتايفوئيد والنزلات المعوية الحادة، لذا فأن وضع اللعاب على النقود لتسهيل عملية حسابها أو أثناء قيام الاطفال بوضعها في أفواهم، يعد بمثابة "دس السم في العسل، لكن بطريقة غير مقصودة". ويؤكد كامل، وجود نوع ثاني من الامراض الطفيلية التي يمكن أن تنتقل عن طريق النقود، كبويضات الدودة الشريطية وبعض الامراض الفطرية التي تصيب الجلد والاصابع وتسبب الثاليل والحساسية وربما الجرب. اخصائية التحليل نور علي، التي تمكلها الفضول ذات يوم لمعرفة ما يوجد على سطح النقود من كائنات مجهرية، قالت: إن رؤية عينة من النقود تحت المجهر "تثير الاشمئزاز، فهي مليئة بالقذارات"، مشيرة الى أنها وجدت في احدى العينات كمية من المخاط الغني بالميكروبات الى جانب جراثيم الانفلونزا العادية وخلايا جلد ميتة. الى ذلك يعد العاملين في الاسواق ومحال الصيرفة والباعة، في مقدمة الشرائح المعرضة للاصابة بامراض التي تنتقل عن طريق النقود، ومنهم الى بقية الناس، لكن زحمة العمل ولهفة الحصول على النقود تنسيهم هذه الحقيقة. وبهذا الخصوص يقول الدكتور كامل: إن حب المال يعمي البصيرة، ولا نبالغ اذا ما قونت قذارتها بقذارة المراحيض، ويضيف متسائلا: هل يستسيغ أي أحد لبس قميص أو استخدام منديل يعود لشخص أخر مصاب بمرض ما؟!، الجواب معروف سلفاً، وهو لا، وهذه القاعدة تنطبق على النقود التي يجب أن نحذر منها، خاصة ونحن نشهد بين الحين والاخر ظهور امراض فتاكة، كانفلونزا الخنازير والطيور وغيرها الى جانب وجود الكثير من الامراض الجلدية. نصائح ضرورية نظراً لصعوبة وعدم امكانية غسل أو تعقيم النقود خشية تعرضها للتلف، ينصح الدكتور معن حسين باستخدام محلول الجل المعقم عدة مرات في اليوم، وعند ملامسة الاشياء فهو سريع الجفاف ومطهر ومعقم، ومتوفر في جميع الصيدليات والاسواق. وشدد حسين على اهمية نشر الوعي بين العاملين في الاسواق والمصارف والناس،غسل اياديهم باستمرار وتعقيمها، بعد كل نشاط يمارسونة ويتطلب لمس النقود او الاشياء الاخرى المعرضة للجراثيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق