قصة قصيرة : الانتظار
خليل شاب مميز بمواهبه وقدراته ، لكن مشكلته أنه يمل بسرعة من كل شيء يعمله مما منعه من تحقيق إنجازات حقيقية حتى الآن رغم أن عمره بات 30 عاماً...
والده وأمه كانا قلقين جداً عليه بسبب هذه الحالة ، فقررا زيارته في المدينة التي يعمل فيها ... اتصلا به وقالا : " سنكون في مطعم الفردوس الساعة 3 اليوم ، نريد أن نراك لنتناول الغداء معاً".
وصل خليل مبكراً كي يلاقي والديه فهو يحبهما كثيراً...
رتب الطاولة واختار مكاناً بحيث يسمح لهما برؤية المنظر الجميل الذي يطل عليه المطعم...
أصبحت الساعة 3....
اتصل بوالده : أين أنت؟
أجاب : على الطريق!
أصبحت الساعة 3 ونصف...
اتصل بوالده مرة أخرى : أنا ووالدتك في الطريق ..أبلغتك هذا!
أصبحت الساعة 4 ...
هذه المرة اتصل بوالدته لعلها تكون أكثر وضوحاً من والده معه..
فأجابت : كلنا لك نحن في الطريق...
بقي خليل على هذه الحال .. لا يستطيع المغادرة ...ولا يستطيع أن يصرخ عليهما فهما والديه...
الساعة 6 الآن...
الآن يدخلان من المطعم ... قام ببرود بعد تعب الانتظار وسلم عليهما ...
فقال لهما : لماذا تأخرتما؟
فقال والده : بسببك!
خليل : بسببي؟
الوالد : نعم بسببك...
ثم تدخلت الأم فقالت له : في النهاية جئنا كما ترى!...لكنك لم تتعلم شيئاً بعد!
خليل : أتعلم ماذا؟
الوالد : أنت لم تستطع المغادرة اليوم من المطعم لأننا والديك ... ولم تستطع أن تصرخ علينا لأننا والديك.. فانتظرت وتحملت مع أنك لم تتصور يوماً أنك تستطيع ذلك .. بعد كل هذا الانتظار ، لقد نلت ما تريد!
خليل : لم أفهم!
الوالد : أنت تملك كل شيء كي تنجح ، لكن المطلوب منك أن تصبر عندما تشعر أنك لا تستطيع الصبر... فالصبر مؤلم لكن نتائجه رائعة على أحلامك... عامل أحلامك كوالديك فلا تستطيع أن تقول لها أف ولا تنهرها.. ولا تستطيع أن تتخلى عنها...عندها ستنال ما تريد منها وإن تأخر الوقت قليلاً!
صمت خليل فقد فهم الدرس.. وكاد أن يبكي في داخله لما أضاعه من أحلام فقدها في اللحظات الأخيرة لأنه مل الصبر!
يقول أديسون : "الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا."
0 التعليقات:
إرسال تعليق